[b]منقول[/b]دقت الساعة العاشرة/الخامسة فخلت الشوارع وانعدمت حركة المرور... فقلت لنفسي أستعمل المنظور...
علي أرى بشرا على الطرقات أو الأرصفة أو فوق الجسور ... ولكن عبثا كانت محاولتي وضاعت كهباء منثور ...
عندما لمحت من بعيد شيخا كبيرا قد بلغ من العمر دهور ... جريت نحوه وكأني رأيت كنز علي بابا أو ذاك المصباح المسحور ... سألته ياعم ماذا يجري و لم الناس مختبأة في الدور ... ؟؟
ضحك ضحكة عميقة وبان على وجهه شيئا من السرور ... قال لي يا ولدي الناس الآن متجمهرون حول التلفاز على قناة يسمونها ال أم بي سي فور...
نعم ياعم قد سمعت عنها ولكن ما بها أيذيعون عليها نبأ تحرير القدس ورام الله والسجد الأقصى المغدور....
رد علي لاااااااااا فهذه البلاد قد نسيناها منذ عصور ...
ولكن يتابعون فيها مسلسلا أظن اسمه 'نور' ...
تركت الشيخ بعد أن عرفته بنفسي 'عز الدين ' وقال لي أن اسمه 'منصور' .... مشيت مستغربا من 'نور' أهي عالمة أم طبيبة أم ملكة حرمت على نفسها الظلم والجور ...
تساءلت لم لا أتابع حلقاته علني أفهم أو أصل الى جواب يشفي الصدور ...ويا ليتني ما عشت لهذه اللحظة ورأيت أمتي بماذا تعلقوا يا ليتني كنت من أصحاب القبور...
ترجموه بلغتنا كي يفهمهه كبارنا وصغارنا دون معاناة أو قرء الترجمة أسفل الشاشة بسطور... صوروا لنا الحب غراما واشتياقا وكؤوسا من خمور ... حركوا في نفوسنا مشاعرا واستغلوا عواطفا فأصابوا الايمان في قلوبنا بداء الفتور ... احتلوا عقلنا الباطن فأصبح بالميوعة والسذاجة والقصص الحمقاء معمور...
فالمرأة قلب كيانها فوضعت سكرا بدل الملح في القدور .... ولم يعد الرجل يهتم بعمله وأصبح بالديون مأسور.... وطلاب الجامعات سرحوا بقصص الحب والهراء فلم يركزوا حتى في محاضرات الغندور ....
أوهمونا بمفهوم الحب والزواج وزرعوا الأرض لنا وردا وشيدوا القصور ... بالله عليكم توقفوا فما هذا هو مفهوم الفرح والسرور ... الزواج ليس مجرد امرأة حسناء ورجل غيور...
أفيقوا بالله عليكم فحالنا والله يرثى له وامتنا كطائر بجناح مكسور.... أصبحنا دجاجا يخاف أن يذبح بعد أن كنا نسور ... تعلقنا بمسلسل تعلق طفل وجد أمه بعد أن تاه عنها في كارفور ...
لن أرى نفسي عليك شيخا ولا مفتي الحرمين والبيت المعمور..... فذنوبي والله كثيرة ولكن أملي بالله العزيز الغفور ... ولكن حالنا تدهور فصرت أرى المروءة والشهامة في زماننا أمرا عظيما أنا به مبهور ... والحياء عند الفتيات أصبح نادرا كندرة الأحجار الكريمة بين آلاف الصخور ...
أنا والله لست متشائما ولكن وصولنا للقاع يجعلني أتمنى لو نرجع لعصر الديناصور...
أقلب القنوات وأنتقل بين الجزيرة والأقصى لأرى أحوالنا والأمور ... مازالت غزة تغرق بالظلام ... وليس هناك ماء ولا زاد ولا خبز تنور... يتساءل الطفل 'أمي لم اليهود يقتلوننا والعرب لا يسمعوننا ولا يسمحون لنا بالعبور '... قال يا ولدي دعهم لا تلمهم يذاع الآن على الفضائيات مسلسل'نور'....
اسمعني يا أخي واسمعيني يا أخيتي واقبل النصح مني كنصح شرشبيل لسنفور.... عندما قال له يوم الارشاد عليك بوائل صلاح ونسيم شطرات وأحمد الغندور .... واذا أغلقت شعبهم فاقرأ على المعدل الفاتحة ويس وسورة الطور...
أخي .. أخيتي اخرجوا من سجن أنفسكم وأطلقوا سراح عقولكم من ذاك القفص الذهبي الوهمي الذي ضاق به قبلنا العصفور
.... نحن أسمى وديننا أعلى لنتعب قليلا في الدنيا ونتذكر في الآخرة الجنان والحور ...
كل العشق في ديننا فالزواج بني على المودة والسكينة والحب النقي الطاهر كرائحة الطيب والبخور... استفق بالله عليك فأنت والله في كابوس تزينه قليلا من الزهور ...
اعذرني ان جرحتك ولا تظن أن حالنا كآمر ومأمور ... فأنت ملك نفسك وليس لي الحق في تغييرك أو اجبارك على الالتزام لا أنت ولا أحد من الحضور ... ولكن لا تأخذ كثيرا من الوقت وتسوف وفي عقلك وفكرك تدور ...
اتخذ القرار الآن وعش لله ولدينه واجعل أسوتك الهادي محمد -صلى الله عليه وسلم _بدر البدور ... فستنعم والله بالراحة
والسكينة وكأنك ملكت السبع بحور